لقد أنزل الله سبحانه في ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان كتابًا منيرًا أضاء تلك الليلة وبارك فيها وشرًّفها بالنور الذي أنزله في قرآنه على رسوله الكريم.
فلننظر كيف استطاع المتآمرون على رسالة الإسلام أن يصرفوا الناس عن الحدث العظيم في ليلة القدر وهو نزول القرآن إلى توجيه عقول المسلمين إلى الليلة وليس إلى الحدث العظيم، وتلك هي الحيلة التي استغفلوا بها عقولهم.
ليصرفوا انتبهاهم عن القرآن ويقنعونهم بليلة مظلمة لو لم ينزل فيها القرآن لأصبحت ليلة عادية مثل بقية ليالي شهر رمضان، فكيف قبلت العقول أن تنساق وراء حيلة لتبتعد عن كتاب الله وتتمسك بالوعاء ليتركوا المحتوى (كتاب الله المبين)؟
فأضلت الروايات والفقهاء والمفسرون عقول المسلمين، واستغفلوا عواطف الناس وجعلوهم يتحرون العشر الأواخر من شهر رمضان كل سنة منذ مئات السنين، ليلة مضت وانقضت ولن تعود إلى يوم القيامة فالحدث العظيم كتاب كريم قد أنزله الله على رسوله وسيظل كتاب الله حيًا تتفاعل معه العقول والقلوب حتى قيام الساعة.
فلننظر إلى بشاعة الجريمة التي ارتُكبت في حق المسلمين وفي حق قرآنه المبين، فمتى تتحرر العقول ويرمي المسلمون خلف ظهورهم كل المنقول؟ لتتوقف المتاهة والضياع ويرجعوا إلى الله وإلى ما أنزله على رسوله كما أمرهم سبحانه بقوله: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف : 3).
حتى لا يضلوا ويستغفلهم الفقهاء وأصحاب الروايات المحرَّفة والمزورة التي ساهمت بتغييب عقول المسلمين وجعلتهم يتمسكون بالوهم وينسون كتاب الله ويتوهون في الظلمات إلى يوم يبعثون.