المسلمون آمنوا بالله وصدقوا بكتاب الله القرآن، الذي تضمن رسالة الله للناس، بالدخول في دين الله الإسلام، ودستور الإسلام هو القرآن، ولا شيء يضاف إليه أو ينقص منه.
وإن حدث ذلك فقد اعتدى الإنسان على رسالة الله التي أنزلها على رسوله الكريم، وقد أكد لنا الله في كتابه الذي يؤمن به المسلم، وهو شرط لكل إنسان ليصح إسلامه في قول الله سبحانه:
١-( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) الزمر (٢٣)
٢-( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) النساء (٨٧)
٣- (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا”) النساء (٦٠)
وقال سبحانه مبطلا كل الأحاديث والمقولات التي تسببت في التحريض على القتل بين المسلمين، وسفك دماء الأبرياء، وتفريق المسلمين إلى طوائف وشيع وأحزاب، ونشروا خطاب الكراهية، وشجعوا العدوان.
لذلك قال الله سبحانه مخاطبا رسوله عليه السلام بصيغة استنكارية حيث يقول له (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ) الجاثية ( ٦).
فإذا كان أحسن الحديث هو حديث الله، وأصدق الحديث هو حديث الله، وأصدق القول هو قول الله ، ثم يذكر رسوله بصيغة استهجان من الناس كيف يتبعون أحاديث غير أحاديث الله، في آياته التي تدعوهم للسلام والرحمة والحرية، والعدل وتحريم العدوان والابتعاد عن عبادة الأوثان، سواء من الحجر أو عبادة الإنسان عن طريق الأولياء.
وعلى ما يبدو سيظل فكر المسلم لم يتحرر من أسر السابقين، وسيستمر المسلمون في هجر القرآن الكريم إلى ما شاء الله وللأسف برغم أن المسلمين يقرأون القرآن ، ولم يصلوا إلى مقاصد آياته التي يستشف من بعضها أن الله سبحانه وعلى لسان رسوله الذي قال في يوم حجة الوداع قول الله سبحانه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة (٣) وقول الله سبحانه (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ) الانعام (١١٥).
إضافة إلى ما سبق أمر الله المسلمين بقوله سبحانه (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف (٣)
وبالرغم من قول الله مخاطبا المسلمين بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ) أعرض المسلمون عن طاعة الله ففرقتهم الروايات المسماة بالأحاديث، علما بأن الله ذكر المسلمين أن كلماته هي أحسن وأصدق الحديث، فهل بعد ذلك كله يرقى حديث إلى كلمات الله، التي تدعو الناس للتعاون على البر وليس التعاون على العدوان.
وما رواه الراوون والفقهاء.. لقد تجرأوا على كلمات الله وعلى قرآنه، فضلوا الطريق وأغراهم الشيطان ودفعهم إلى طريق الباطل والسعي خلف الشر والبغي والطغيان.
وتلك الآيات التي نطق بها الرسول بلسانه عن ربه يبلغ الناس لا حديث بعد حديث الله، الذي هو أصدق الحديث، والذي يحرص على أن ينير طريق الحياة لعباده دون استثناء، ليحصنهم من ارتكاب المعاصي، ويحميهم بحديثه لهم من العواقب في الدنيا لتصرفاتهم وتعاملهم، بعيداً عن شرعة الله ومنهاجه، ليعيشوا حياة طيبة في حياتهم الدنيا في ظل الاستقرار والطمأنينة والسكينة والرحمة والعدل والإحسان، ليجزيهم في الآخرة جنات النعيم.
فلا يمكن أن يرقى تأليف البشر من آلاف الروايات المفتراة على الرسول، والتي تسببت في تفريق المسلمين إلى فرق وطوائف وأحزاب، يتصارعون فيما بينهم، ويسفكون دماءهم وتضرب الفتنة وحدتهم، ويعيشون حياتهم في ضنك وشقاء ونكد وأحزان، وتصيبهم عقوبات القانون في الدنيا وتتشرد أسرهم، ويهيم أطفالهم في الشوارع، ويتحولون إلى مجرمين!
كل ذلك ما تسببت به الروايات من ظلم وباطل.. يريدون أن يصرفوا الناس عن القرآن الكريم، ليكونوا عرضة للخداع والتحايل، بما أطلقوا عليه السنة، كذبا وزروا، ونسوا كلام الله، رحمته لهم الذي ينادي عباده بالابتعادعن كل ما نسب للرسول من أقوال البستان، وما شككوا في رسالته من البهتان، وما أساؤوا إليه ظلما وعدواناً.
فلتستيقظ العقول وتثور على المنقول وأقوال الزور، وليتمسكوا بكتاب الله الذي أمر الله رسوله مخاطبا إياه سبحانه: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍۢ ۖ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (ق -٤٥)
ذلك باختصار التكليف الإلهي للرسول أن يذكر بالقرآن، وليس بما زوروه عن السنة، واتلوا عليهم الآيات، وعلمهم الحكمة فلا شيء غير تلك المهمة فاتقوا الله وأخشوه يوم الحساب، فلن يرحم المفترين عليه وعلى رسوله، وقد أعد لهم حساباً عسيرا.