على مدار السنوات الماضية، كان البيت الأبيض حائط الصد أمام تصرفات وتعليقات بايدن، إذ وضعت زلات لسانه جميع موظفيه تحت ضغط شديد للسيطرة على المواقف المختلفة أمام الرأي العام ووسائل الإعلام العالمية.
ويُعد بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، أكبر رئيس تولى هذا المنصب، وبحسب صحيفة واشنطن إكزامينر، كان خلطه الدائم بين الأسماء والتواريخ مصدر إحراج لمؤيديه الذين سعوا بشتى الطرق للوقوف معه حتى زلزال المناظرة الذي دمر قواعده الانتخابية.
أنصار ترامب
وعلى الرغم من انسحابه من الصراع الانتخابي الحالي، إلا أن الرئيس الأمريكي الحالي ما زال يواصل زلات لسانه، التي كان آخرها وصف أنصار ترامب الجمهوريين بـ”القمامة”، وهو التصريح الذي أدى إلى نسف جهود هاريس للتواصل معهم.
كان بايدن يرد على التعليقات التي وصفها بالتحريضية من الممثل الكوميدي توني هينشفلايف في تجمع حملة الرئيس السابق دونالد ترامب في سكوير جاردن، التي وصف فيها بورتوريكو بأنها جزيرة تعيش على القمامة.
ضغوط كبيرة
“القمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصار ترامب”.. هكذا رد بايدن على التعليق في أحد اللقاءات التلفزيونية، ورغم تراجعه بعدها بأنه كان يشير فقط إلى هينتشكليف وليس جميع أنصار ترامب، إلا أن الأمر لم يمر مرور الكرام.
وواجهت كارين بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بسبب ذلك، سلسلة من الأسئلة حول الخطأ اللفظي، إذ ضغط المراسلين مرارًا وتكرارًا على بيير، وسألوها عما إذا كان بايدن نادمًا على تلك التعليقات أو ما إذا كان الرئيس قرأ من نص تصريحات معدّة مسبقًا.
دون جدوى
لم تكن تلك المرة الأولى التي يواجه فيها موظفو البيت الأبيض ضغوطًا مماثلة، فبحسب الجارديان البريطانية، تعرض كيفن أوكونور، الطبيب الخاص بالرئيس الأمريكي، لضغوط بعد المناظرة الكارثية مع ترامب.
حاول طبيب بايدن جاهدًا التأكيد أن الفحص الطبي الروتيني أظهر أن الرئيس الأمريكي قادر على مواصلة حملته الانتخابية، ولا يزال لائقًا لأداء مهامه، وقادرًا على أداء جميع مسؤولياته كرئيس دولة، لكن في النهاية كانت مساعيه دون جدوى.
علامات الشيخوخة
كان هذا هو الحال خلال الثلاث سنوات ونصف السنة الماضية، وفقًا للصحيفة، إذ كان بايدن مُحاطًا من قبل موظفي البيت الأبيض القلقين والراغبين في حمايته من أسوأ ما في نفسه، وبسبب قلقهم من علامات الشيخوخة والميل المتزايد إلى الأخطاء اللفظية، قلصوا المؤتمرات الصحفية والمقابلات الإعلامية إلى الحد الأدنى.
كما تم تقليص اجتماعاته مع أعضاء الكونجرس، التي كانت متكررة بما فيه الكفاية في عامه الأول، وفي المجمل كان ظهوره العام مقنن وخاضع لسيطرة صارمة، وكان بايدن يتحدث في الغالب من خلال جهاز التلقين الآلي.
ولم تتوقف زلات بايدن على أسماء الدول والرؤساء فقط، بل ادعى حديثه مع أشخاص توفوا منذ سنوات عديدة، كما خلط بين أوكرانيا وحلف الناتو خلال رسالته لمجلس النواب الأمريكي، الذين دعاهم للتصويت على مشروع قانون لتمويل “الناتو” بدلًا من أوكرانيا.