لا يخفي علي أحد ان قلب الحقائق وتشويه المفاهيم وتعبئة الرأي العام ضد العرب والمسلمين مخطط صهيوني يتم تمريره بنجاح وبالأخص علي إدارات الحكم الأمريكية المتعاقبة، لذا يبرز دائما في كل العهود والعصور الموقف الغربي الأمريكي العدائي الظالم ضد العرب والإسلام، موقف لا يستند إلى منطق، ولا عقل، ولا بصيرة، موقف بموجبه يتم إعلان الحروب على العرب وعلي الدين الإسلامي، ولعل تدمير العراق وفلسطين وسوريا ولبنان وضرب الأوطان العربية، خير دليل وبرهان، وللأسف كل ذلك يتم في ظل ضعف بائن للموقف العربي ، ضعف يعد أحد أهم أسباب نجاح المخطط الصهيوني .
لقد نجحت الآلة الإعلامية الصهيو أمريكية في صنع حجابًا كثيفًا على حقيقة الأحداث في الشرق الأوسط، نجحت الصهيونية العالمية في قلب الحقائق وتشويه المفاهيم لتعبئة الرأي العام الأمريكي، واستطاعت أن تخدع الإدارات الأمريكية المتعاقبة في اتخاذ مواقف لا تستند إلى منطق، أو عقل، أو بصيرة، حيث يتم استعداء العرب واستعداء دينهم الإسلامي، ومما لا شك فيه أن المخطط الإسرائيلي في توجيه تلك الأحداث اعتمد على ضعف الموقف العربي، وفقدان العرب استراتيجية المواجهة، وباتت الفردية وتغليب المصالح الدنيوية سببا في عدم القدرة علي مواجهة عمل جهنمي صهيوني مخطط بخبث ودهاء.
هكذا استطاعت المؤامرة الصهيونية استغلال تلك الأحداث في جعل العرب والمسلمين ينطوون على أنفسهم، وينهزمون في داخلهم، ليكونوا مهيئين لاستقبال فصل آخر من فصول المؤامرة ، أمريكا في الماضي وجدت مبررات لضرب العراق، ليتحقق بذلك مزيد من إخضاع الدول العربية، وتحطيم معنويات قادتها وشعوبها، وإجبارهم على الاستسلام، وبذلك تنصاع ذليلة مهانة ممزقة لتحقيق أهداف آل صهيون، فيتحقق لهم الاستيلاء الكامل على أرض فلسطين، وتقوم دولة إسرائيل بحماية المصالح الأمريكية، وتتوعد كل من لا يسير في ركبها، لتستمر في إذلال أبناء فلسطين ليسلموا لها ما تريد، صاغرين منكسرين لا حول لهم ولا قوة .. وأظن ان هاذا ما يحدث وما نراه في حرب الابادة الدائرة في غزة ولبنان.
من هنا تبرز الحاجة الي ضرورة الوحدة والاصطفاف والتشبث بتلابيب وحدة الأوطان ، آن الآوان علي كل العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، الي العمل الجاد والوعي بخطورة مرحلة فارقة في تاريخ امة العرب والإسلام، واحسب ان نقطة البداية التي تلم الشمل وتجمع الكلم هو العودة الي صحيح الإسلام والقرآن الكريم لما فيه من آيات وتعاليم تصلح لكل زمان وآوان فيه معاني الوحدة والقوة والعزة والشموخ والإرادة والبصيرة والحق، معاني تضمن لنا حماية بلادنا من جبروت البغاة من الأمريكان والصهاينة.
ولعل تصحيح المفاهيم المغلوطة التي شوهت دين الإسلام، امر جوهري يضمن لنا قوة العقيدة خاصة بعد انصراف المسلمين عن القرآن الكريم الذي يمثل الدستور الحاكم للمسلمين ويمثل المنهج القويم والخطاب الإلهي الصحيح، الذي لا يعتريه الشك ويدعو للرحمة والعدل والحرية والسلام ، كما ينبغي علي كل مسلمي الارض إسدال ستارة سوداء على روايات وتفاسير وإسرائيليات فرقت المسلمين وشوهت الدين، وأسست للكراهية والعدوان، ومكنت منا الأعداء.
لقد كلف الله رسوله عليه الصلاة والسلام، بحمل رسالة الإسلام للناس كافة في كتاب كريم يهدي به الناس إلى طريق الخير والصلاح، وقد بلغ الرسالة بكل الأمانة، وتحمل في سبيلها صنوفًا شتى من ألوان الإيذاء والعنت والإشاعات بإيمان لا يتزعزع بأن الله سوف ينصره، وأصر على أن يستمر في دعوته دون خوف أو تردد فيما كلفه الله تعالى به، حتى أكمل الله عز وجل دينه، وأتم على الأمة نعمته في حجة الوداع .
من هنا تبقي العودة الي صحيح الإسلام والقرآن الكريم هو طوق النجاة هو الامل في اعادة صف امة الاسلام والعرب وتقوية شوكتهم ضد الآمريكان واعوانهم ، وضد الصهاينة وعملائهم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .