الملخص
في أطروحة اليوم يؤكد المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي على عدد من الأمور المهمة التي يجب على المسلم العمل بها وإدراك أهميتها لكي ينتسب للإسلام بشكل حقيقي، الأمر الأول أن الإسلام رسالة الله للإنسان، وهي الباقية ، الأمر الثاني اتباع أمر الله ليس بأداء الفروض الخمسة وتصديق الفقهاء والمفسرين فقط، بل الانتساب للإسلام يتطلب العودة للقرآن بكل ما فيه من أمور إيجابية ، الأمر الثالث عدم التفرق والتحزب إلى شيع وطوائف متنافرة متصارعة، ورابعا السير في طريق العمل الصالح بكل ما فيه من أعمال خير وبر، وخامسا ترك الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين وترسيخ العدل.. التفاصيل في السياق التالي.
التفاصيل
الأسباب الخمسة لضعف المسلمين
يتحدث المفكر الشرفاء الحمادي في تفاصيل حلقة اليوم عن الأسباب الخمسة للضعف والهوان، والتي جاءت بسبب هجر القرآن والتفرق، فيقول:
الانتساب للإسلام
أولاً.. أما من انتسب للإسلام، فقد خدع نفسه وظن أنه اتّبع أمر الله بتأديته الفروض الخمسة، وصدق الفقهاء والمفسرين الذين بدّلوا كلام الله، واتّخذوا كلام البشر بديلًا عن كلام رب العالمين. وهنا وقع الناس في المحظور، فقد هجروا القرآن بشهادة الرسول عليه السلام وشكواه لربه، قال تعالي: ﴿وقال الرسولُ يا ربِّ إنَّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا﴾ الفرقان (٣٠).
التفرق والضعف
ثانيًا – خالف المسلمون أمر الله وتفرّقوا شيعًا ومذاهب شتى.. قال تعالي: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لستَ منهم في شيء، إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون﴾ الأنعام (١٥٩).
مرجعيات متعددة بعيدة عن القرآن
ثالثًا – إنّ المسلمين بتفرّقهم إلى طوائف وأحزاب وجماعات، كلٌّ له مرجعيته البعيدة عن القرآن، فماذا وصفهم الله؟ لقد شملهم بتهمة الشرك كما وصف الذين سبقوهم بقرون، في قوله سبحانه: ﴿منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا، كل حزب بما لديهم فرحون﴾ الروم (٣١-٣٢).
التمسك بكتاب الله والعمل الصالح
رابعًا – ألم تسأل نفسك، أيها الإنسان؟ كيف تغافلت عن دعوة الله لك للعمل الصالح، الذي يهديك إلى الطريق المستقيم، ويعدك في الآخرة بجنّات النعيم وذلك عندما تتمسك بالقرآن الكريم ، وتنفذ أوامره، وتطبق عظاته، وتبعد عن المحرّمات والنواهي، وتسلك طريق الخير في معاملاتك مع الناس، وتتسامح وتعفو وتعين الفقير والمسكين والمحتاج قال تعالي : ﴿ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم من الطيبات، وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا﴾ الإسراء (٧٠).
ترك الظلم والعدوان
خامسًا – ويظل السؤال مستمرًا: هل ظلمتَ إنسانًا، واعتديتَ على حقوقه؟ وهل خدعتَ أحدًا من الناس؟ وهل ظننتَ ظنًّا سيئًا بأحد الأشخاص؟ وهل كرهتَ وحقدتَ على من لديه ثروة ومال؟ وهل تمنّيتَ أن تكون مكانه لتستمتع بما رزقه الله من نعمه؟ وهل أسأتَ لأحد من الناس بالكلمة أو باليد، أو بالغش أو بالكذب عليه؟ وهل طبّقتَ ما أمرك الله به من رفق بالوالدين وكرّمتهم، واعتنيتَ بهم كما رعوك حينما كنتَ صغيرًا وتعبوا في تربيتك؟ هل وجّهت أبناءك إلى طريق الحق، وعلّمتهم كيف يتعاملون مع الناس بالكلمة الطيبة، والتسامح، والمصداقية، والاحترام، والتقدير؟ هل قابلتَ الإساءة بالحسنة؟ هل جعلتَ الرحمة والعدل والإحسان ونشر السلام والتعاون على البر والتقوى هدفًا ساميًا في حياتك؟ .
وختاما يقول الشرفاء الحمادي: تلك بعض العظات والتشريعات والأحكام الإلهية في القرآن، التي لو طبّقها الناس، لعاشوا جميعًا في أمن وسلام ورفاهية ووئام، فلن تجد بينهم خصامًا، بل ينتشر الوئام والسلام.