الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يصل إلى المملكة المتحدة لإبرام صفقات تقدر بمليارات الدولارت، وفرنسا تدين الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وشرطة الاحتلال تفض اعتصام أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ترامب يصل إلى بريطانيا.. مراسم استقبال ملكية تنتظر الرئيس الأمريكى
وصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى بريطانيا، في وقت متأخر الثلاثاء، في ثاني زيارة دولة له، وهو أمر غير مسبوق لرئيس أمريكى.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة توقيع الدولتين صفقات تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار في إطار تجديد “العلاقة الخاصة” التي يحرص رئيس الوزراء كير ستارمر على تعزيزها.
وكان وزير الخزانة الأمريكى سكوت بيسنت، ووزيرة المالية البريطانية ريتشل ريفز على رأس الفعاليات التي سبقت وصول ترامب، إذ أعلنا عن تشكيل “فريق عمل عبر الأطلسي” لتعزيز التعاون بين اثنين من أكبر المراكز المالية في العالم.
ويستقبل الملك تشارلز الرئيس ترامب، الأربعاء، في يوم مليء بالاحتفالات في قلعة وندسور ضمن عرض ملكي للقوة الناعمة التي يأمل ستارمر أن توفر له حماية من المخاطر المحتملة في وقت لاحق من الزيارة.
من المتوقع أن تمنح الزيارة الرئيس ترامب فرصة لصرف الأنظار، وذلك بعد أقل من أسبوع على سقوط حليفه المقرب الناشط المحافظ تشارلي كيرك، بالرصاص خلال فعالية بولاية يوتا، وهي عملية اغتيال يبدو أنها تركت أثراً بالغاً في الرئيس.
ويسعى ستارمر أيضاً إلى تحويل الأنظار نحو الشؤون الجيوسياسية والاستثمار بعد أسبوعين عصيبين هزا مكانته السياسية، إذ اضطر أولاً إلى إقالة نائبته أنجيلا رينر، ثم بعد ستة أيام فقط أقال سفير بلاده لدى الولايات المتحدة بيتر ماندلسون بسبب علاقاته بجيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، والذي توفي عام 2019.
ويريد ستارمر تقديم بريطانيا كوجهة جاذبة للاستثمار الأمريكى من خلال تعزيز الروابط بين قطاعات الخدمات المالية والتكنولوجيا والطاقة، وربطها بشكل وثيق بنظيراتها الأكبر في الولايات المتحدة في محاولة لدفع عجلة النمو الاقتصادي الذي تحتاجه البلاد بشدة.
وفي هذا السياق، من المقرر أن يحضر عدد من كبار رجال الأعمال، من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة (إنفيديا) جنسن هوانج إلى جانب سام ألتمان من OpenAI، في حين أعلن مسؤولون أمريكيون كبار، الاثنين، أن صفقات تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار ستُكشف خلال الزيارة
وقالت شركة مايكروسوفت إنها ستستثمر ما يزيد على 30 مليار دولار على مدى الأربعة أعوام المقبلة، في حين ذكرت شركة جوجل أنها ستستثمر خمسة مليارات جنيه إسترليني (6.8 مليار دولار)، وسيذهب جزء منها إلى مركز بيانات جديد قريب من لندن سيسهم في تلبية الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.
ووصف متحدث باسم ستارمر زيارة الدولة بأنها “فرصة تاريخية” تأتي “في وقت حاسم للاستقرار والأمن العالميين”.
وأضاف المتحدث للصحافيين: “سيبحث رئيس الوزراء التحديات التي يواجهها بلدانا والفرص أيضاً، وذلك في وقت ندخل فيه حقبة جديدة من علاقتنا الوطيدة التي لا مثيل لها”.
سيحول ستارمر التركيز إلى الشؤون الخارجية، الخميس، عندما يستضيف ترامب في مقر إقامته في قصر تشيكرز الريفي، وسيحاول أن يسلط الضوء على تعامله مع إقالة نائبته رينر والسفير ماندلسون.
وكان ستارمر منح كليهما دعمه الكامل قبل أن يضطر إلى التخلي عنهما، ما أثار تساؤلات حول تقديره السياسي في وقت يتصدر فيه حزب الإصلاح البريطاني الشعبوي بزعامة نايجل فاراج استطلاعات الرأي.
وقد يقع ستارمر في موقف صعب مع ترامب بسبب علاقات ماندلسون مع الراحل إبستين التي أدت إلى إقالة ماندلسون، وكانت تربط إدارة ترامب علاقات وثيقة مع السفير السابق الذي خضعت علاقته الخاصة مع إبستين للتدقيق أيضاً.
وبرر ستارمر إقالته المفاجئة لماندلسون الأسبوع الماضي بقوله إنه لم يكن على علم بعمق علاقات السفير السابق بإبستين، ونفى ترامب أن يكون قد كتب له رسالة في يوم ميلاده نشرها الديمقراطيون في مجلس النواب.
سيحظى الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا، الأربعاء، باستقبال ملكي بريطاني مهيب، يشمل جولة بالعربة الملكية، ومأدبة رسمية، وعرضاً جويا بالطائرات العسكرية بالإضافة إلى إطلاق التحية بالمدفعية.
وفي اليوم التالي، يستقبل ستارمر الرئيس ترامب في تشيكرز، وهو قصر يعود للقرن السادس عشر يقع في الريف الإنجليزي الجنوبي، وذلك لمناقشة قضايا الاستثمار، وإنهاء الاتفاقات المتعلقة بخفض الرسوم الجمركية على الحديد والألمنيوم إلى جانب الجهود المتعثرة حتى الآن لإنهاء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والوضع في قطاع غزة.
وسيكون للبلدين وفود كبيرة وسط إجراءات أمنية مشددة تحميهم من الاحتجاجات المناهضة لترامب، فيما استقبلت إيفيت كوبر وزيرة الخارجية البريطانية المعينة حديثاً نظيرها الأمريكى ماركو روبيو لدى وصوله، الثلاثاء.
فرنسا تدين توسيع العملية الإسرائيلية بغزة وتدعو إلى وضع حد للحملة التدميرية
أدانت فرنسا بشدة توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة شمالي القطاع، داعية إسرائيل إلى وضع حد لهذه الحملة التدميرية التي لم يعد لها أي منطق عسكري، واستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية، نُشر قبل قليل مساء الثلاثاء، بعد أن تعرضت مدينة غزة منذ فجر اليوم لقصف إسرائيلي عنيف، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، بدء عمليته البرية الموسعة في غزة، وذلك وسط تحذيرات من كارثة إنسانية ومطالب دولية بإيقاف الهجوم العسكري الذي تسبب في نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين باتجاه جنوب القطاع.
وذكرت الخارجية الفرنسية -في بيانها- أن باريس تدين بشدة توسيع وتكثيف هذا الهجوم الإسرائيلي على وسط مدينة غزة حيث من المرجح أن أكثر من 600 ألف من سكان المدينة ما يزالون متواجدين، وهو هجوم أدى إلى نزوح قسري لأكثر من 300 ألف شخص.
ودعت فرنسا إسرائيل إلى وضع حد لهذه “الحملة التدميرية التي لم يعد لها أي منطق عسكري، واستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار والافراج عن جميع الرهائن”.
يأتي توسيع نطاق هذه العملية في ظل أزمة إنسانية بالغة الخطورة في القطاع، حيث تسود المجاعة وعدم إيصال المساعدات الضرورية والرعاية الطارئة إلى السكان.
وجددت فرنسا دعوتها لإسرائيل إلى رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا، للسماح بإيصالها على الفور وبكميات كبيرة ودون عوائق.
الشرطة الإسرائيلية تفض اعتصامًا أمام مقر إقامة نتنياهو
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الشرطة أخلت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة الذين خططوا للمبيت في اعتصام أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي السياق، ذكرت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين أن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش “عربات جدعون” تعرض المحتجزين الأحياء والجنود الى القتل في غزة.
وأضافت الهيئة أنهم يعيشون في رعب حقيقي بسبب القصف المستمر على غزة وذويهم ، مؤكدين أن المحتجزين ما زالوا في غزة لأن نتنياهو يرفض صفقة تؤدي لإنهاء حكمه.