إشراق
بانر جديد
بانر جديد

المفكر العربي علي محمد الشرفاء يكتب:المحرمات اختصاص الله وحده   

بانر اساسي داخلي

إن الذين يحرمون تهنئة إخوتهم المسيحيين في أعيادهم ويفتون بفتاوي لا تتفق مع رسالة الإسلام في الذكر الحكيم الذي يخاطب  الناس جميعا للسعي  بكل الوسائل لنشر السلام في المجتمعات الإنسانية ليعيشوا حياة فيها الاستقرار والأمن  والطمأنينة لا تفرق بينهم فتن الشياطين ولا أهداف المغرضين الذين يفترون على الله ورسوله الكذب بالروايات المسمومة ليخدعوا المسلمين بأقوالهم المزورة (يُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (البقرة – ٩)

 لم يمنح الله رسولا أو نبيا منذ خلق الأرض والإنسان حق التحريم والتحليل للناس وقد أكدت آيات الذكر الحكيم قول الله سبحانه : {وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌۭ وَهَـٰذَا حَرَامٌۭ لِّتَفْتَرُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} النحل (١١٦)

ثم يأمر الله الناس أن ينشروا السلام بينهم في أمره للناس جميعا وقوله سبحانه ({وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍۢ فَحَيُّوا۟ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ حَسِيبًا})  النساء (٨٦)

 فالذين يحللون ويحرمون يحتاجون إلى التعرف على دينهم وفهم رسالة الإسلام الذي يدعو للرحمة والعدل ونشر السلام بين جميع البشر ولا يفرق بين مسلم  وبين  أصحاب الأديان الأخرى في الحياة الدنيا إنما تقييم المسلم إذا كان تقياً أو كافرا فالله وحده  صاحب الحق في محاسبة عباده  الذين ابتعدوا عن طريق الحق الذي بينه الله  في شرعته  المحرمات والنواهي عن المعاصي والمنهاج الإلهي الذي أمر الله المسلم بأن يتبع منهاجه في التعامل بالحسنى والكلمة الطيبة وأن يدفع بالتي هي أحسن أحسن  ولا يتكبر على غيره من الناس  الذين خاطبهم الله في رسالته بقوله ؛ (يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوبًۭا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۭ ) (الحجرات – ١٣)

 فعنده الحساب ولديه الجزاء وحكمه على الناس وفق قوله سبحانه : ({إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِينَ هَادُوا۟ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوٓا۟ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ}( الحج :١٧)  

فلا فضل لمسلم على مسيحي أو يهودي أو مشرك أو مجوسي أو غيرهم من أصحاب العقائد الأخرى فالله وحده من  يحاسبه وهو سبحانه الذي يحدد جزاءه من جنات النعيم أو يلقيه في نار الجحيم فلا يتكبر المسلم على غيره من  أصحاب العقائد الأخرى ولا يعتبر المسلم أنه أفضل من غيره فكل الناس سيقفون أمام الله سبحانه يوم الحساب يوم يخرج له كتاب فيه كل أعماله بما فيها من الحسنات والسيئات من الذنوب والمعاصي  وقد نهى الله سبحانه عن التكبر على عباده كما قال سبحانه مخاطباً بأمره الناس جميعا {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِى ٱلْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍۢ فَخُورٍۢ} لقمان (١٨).

فليحذر المسلمون من التكبر على أصحاب  الأديان الأخرى وليتقوا الله ويحاسبوا أنفسهم على ما كانوا يعصون الله ويرتكبون الذنوب والجرائم معتقدين بأن الرسول عليه السلام سيشفع لهم يوم الحساب في الوقت الذي يعرف الرسول نفسه للناس في امر الله له  {قُل لَّآ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًۭا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لَٱسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ ٱلسُّوٓءُ ۚ إِنْ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌۭ وَبَشِيرٌۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ} ( الأعراف :١٨٨).

فإذا كان الرسول عليه السلام نطق بلسانه أمر الله له بأنه لايملك لنفسه نفعاً فكيف سينفع العصاة وأصحاب الذنوب يوم الحساب  ويبدل الله سيئاتهم حسنات هل ما أفتى به بعض شيوخ الدين يتفق مع الذكر الحكيم وهل يساوي الله بين الصالحين  وبين  الضالين الذي وضع سبحانه قاعدة لحكم على الإنسان أمام الرحمن في قوله سبحانه  {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًۭا يَرَهُۥ(٧) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍۢ شَرًّۭا يَرَهُۥ )(٨: الزلزلة)

ألم يقرأ أولئك الذين يدعون بأنهم مسلمون وشيوخ دين وعلماء المسلمين قول الله سبحانه مخاطباً رسوله عليه السلام في القرآن المجيد {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًۭا} (الإسراء :٥٤)

فاتقوا الله إن كنتم مسلمين وارجعوا لشريعتكم إلى المرجعية الوحيدة لرسالة الإسلام الذكر الحكيم وما بينته آيات القرآن الكريم من التشريعات للعبادات والمحرمات والنواهي عن الذنوب والمعاصي والمنهاج الإلهي الذي يبين سلوك الناس ومعاملاتهم

فيما بينهم كما ذكرتها آيات القرآن ويطبقوها في حياتهم حتى لايقفوا أمام رب العالمين يوم الحساب في حيرة من أمرهم لا تنفعهم شفاعة ولا هم ينصرون حيث يخاطبهم الله سبحانه بقوله {أَلَمْ تَكُنْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ.. قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًۭا ضَآلِّينَ}

وهكذا يقضي الله عليهم بحكمه كما قال سبحانه : {وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌۭ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءَايَـٰتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ} الزمر (٧١)

 فارجعوا الله أيها المتقولون على الله ورسوله وتوبوا عن إصدار الأحكام على الناس في عباداتهم فالله وحده المختص بحسابهم يوم الدين.

بانر اساسي داخلي
Leave a comment