إشراق
بانر جديد
بانر جديد

أزمة مفهوم الخطاب .. قراءة في كتاب علي الشرفاء 

بانر اساسي داخلي

تتحدى أطروحة علي محمد الشرفاء الحمادي أغلال التقليد الأعمى وسدنة الرواية والطائفية والتحزب ساعية إلى تجديد الخطاب وتوحيد الأمة بالرجوع إلى معاقل الدين الأولى بل إلى معقل الدين الأول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الوحي لبناء إسلام خال من الدخيل قوامه إيمان بإله واحد هو الله ورسالة واحدة هي القرآن ونبي واحد هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله تبارك وتعالى بقوله وإنك لعلى خلق عظيم. هذه المحامد الكريمة وهذه الأفكار القيمة تجدها مبثوثة هنا وهناك في ثنايا الكتاب وفي بقية كتب المفكر وكتاباته وآرائه فإذا كان الكواكبي قد جرد قلمه لمحاربة الاستبداد والاستعباد في أرقى مراحله الذي هو الاستماتة في سبيل الباطل وما أكثرها وما أكثره حيث يقول: إن أرقى مراحل الاستبداد أن يستميت المرء في سبيل الباطل استماتته في سبيل الحق، فإن مفكرنا وداعيتنا علي محمد الشرفاء الحمادي جرد قلمه لصقل الدين من الشوائب وإبعاد الدخيل واللصيق، مؤكداً أهمية التعايش السلمي والانفتاح على الآخر وإشاعة الرحمة والإيثار والعدل والسعي إلى تحصيل العلم والابتكارات وأن يكون ذلك كله مسخراً لعبادة الله كما في الآية (قل إن حياتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) صدق الله العظيم. ولكن بسبب الانشغال عن الخطاب الإلهي وبسبب عدم تحكيم العقل وبسبب إشاعة الخطاب الديني المبني على التكفير بدل التفكير انتشر التمذهب والتزلف للسلاطين والساسة وانقسمت الأمة أشلاء متفرقة واتسع التمذهب والتحزب ووجد الأعداء من أين يدخلون، فما سبب كل هذا؟ يرى المؤلف أن الدين عبادات ومعاملات كلها لتحقيق غاية قصوى هي تطهير النفس وتمكين الأخلاق والقيم الفاضلة، والصلاة والصوم والحج والزكاة بتعبير علي محمد الشرفاء الحمادي عبادات وممارسات وشعائر تعبدية ولكنها بالأساس تدفع الإنسان إلى الإسلام الذي هو جملة الأخلاق التي جاء بها القرآن ودعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم (انظر ص 44)، وهذه الوسائل تكمن في التذكر والتربية والتزكية وغاية التذكير والتزكية والتربية عبادة الله لمن استخلف في الأرض سعياً لإسعاد البشرية.

بانر اساسي داخلي
Leave a comment