إشراق
بانر جديد
بانر جديد

محمد سامي يكتب: المسكوت عنه في فريضة الزكاة

بانر اساسي داخلي

تطل علينا كل عام المؤسسات الدينية الرسمية خلال أيام شهر رمضان المبارك، وعلى رأسهم دار الإفتاء، لتحدد قيمة الزكاة ومواعيد إخراجها، والحد الأدنى منها، وهل يتم إخراجها نقودا أم حبوبا، وعلى أي الآراء الفقهية تعتمد دار الإفتاء لإبداء قولها في مسالة الزكاة، ولمن تُمنح الزكاة.

ووفقا لبيانات رسمية صادرة عن دار الإفتاء، تحدث الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم عن قيمة الزكاء لعام 2022 قائلا: إن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام؛ يكون عند مستوى 15 جنيهًا، وجاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد مع استحباب الزيادة لمن أراد، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرَّة على ذلك.

ليبقي التساؤل، هل 15 جنيها تكفي الفقراء والمساكين، وهل هذه القيمة مرة وأحدة في العام تتوفق مع التشريع الإلهي، وهل من يمتلكون أموالا بالمليارات مطالبون بإخراج 15 جنيها فقط لا غير، وهل هذا المبلغ يمكن أن يحل أزمة وأحدة لدي أسرة فقيرة، ولماذا نتمسك بآراء فقهاء مر علي رحيلهم الاف السنين؟ ولماذا لما نرجع إلى الخطاب الألهي في هذه المسألة؟

نحن أمام مسالة كبيرة تحتاج منا جميعا تنفيذ شرع الله ليعم السلام بين أبناء الوطن الواحد بدلا من الحقد والحسد والغل الكائن في نفوس الفقراء، وأنا أظن وليس كل الظن أثم أن قيمة 15 جنيها هي قيمة لا تتوافق مع شرع الله سبحانه وتعالي، فهذه القيمة لا تكفي لشراء واجبة واحدة، كما أنها لا تعالج مريضا؟

لذلك أطرح عليكم ما طرحه المفكر الإماراتي على محمد الشرفاء في مسألة الزكاة معتمدا على كتاب الله سبحانه وتعالي فقط لا غير في هذه المسألة.

طرح المفكر الإماراتي علي محمد الشرفاء يجب أن يحظى بالاحتفاء والانتشار، فهو لم يأت بشيء من عنده بل جاء بما نزل علي رسول الله صلي عليه وسلم، مؤكدا أن الله شرع الصدقة لتزكي أموال الأغنياء كما جاءت في الأحكام الإلهية في القرآن الكريم، وحدد الله سبحانه أن تكون الزكاة بنسبة 20% من صافي أرباح الأغنياء، ليست مرتبطة بمناسبة معينة أو مدة زمنية، بل يحل استحقاقها عند حصول المكاسب حيث يقول الله سبحانه: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) (البقرة: 276).

هذا الطرح حال تنفيذه لن يبقي بيننا شقيا أو تعيسا أو متعثرا بل بالعكس تماما سيتمني الفقراء أن تتزايد أموال الأغنياء لتزيد نسبتهم في الزكاة ويحل السلام علي الجميع وتنتهي أغلب الأزمات والمشكلات التي يواجها أصاحب الرواتب الضعيفة وما أكثرهم في مجتمعنا.

وأختم مقاله بكلمات مقتبسة من بحث المفكر الإماراتي على محمد الشرفاء وحمل عنوان ” الصدقة والزكاة”

لذلك يجب على المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي إعادة النظر في كافة التشريعات الإسلامية التي اعتمدت على روايات التراث وأقوال الفقهاء وفتاوي شيوخ الدين، الذين لم يستمدوا تشريعاتهم من القرآن الكريم، رسالة الله للناس أجمعين، وليكن القرآن هو المرجعية الوحيدة للمسلمين في تصحيح تشريعات السابقين، ليشرق نور التشريع الإلهي في الكون يحمل في طياته وأحكامه الرحمة والعدل والخير والإحسان والمساواة بين الناس، والحكم على أعمالهم بالدليل والمستندات والشهود، والكل أمام العدالة سواء لا فرق بين مسلم أو أهل الكتاب، ولا بين مشرك ولا وثني، فالحق لا يتجزأ حسب انتماء عقائد الناس، وكثير من أحكام وتشريعات السابقين شابها الكثير من الظلم في حقوق المرأة وحقوق المسلمين وغير المسلمين ، واستحدثت أحكاما ما أنزل الله بها من سلطان (كقتل المرتد والطلاق الشفهي وضياح حقوق الأبناء وحقوق الزوجة وبيت الطاعة وتسلط شيوخ الدين على حرية التعبير ومحاربة التفكر في كتاب الله)، وهي فريضة عين أمر الله بها الناس أن يتدبروا في كتابه المبين، كما قال سبحانه مخاطبا رسوله عليه السلام (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص: 29)، ليشرق نور الإسلام على العالم يقوده نحو الحياة الكريمة ويحقق السلام للناس، ويقود ركب الحضارة إلى ما يحقق للإنسان العيش الكريم في ظل العدل والأمن والاستقرار .

بانر اساسي داخلي
Leave a comment