ورد فى التاريخ، قصص العديد من النساء اللاتى تم ذكرهن دون الإشارة إلى أسمائهن فى القرآن الكريم، وهن من نساء العالمين المخلدات، ومن بين سيدات العالمين المخلدات في التاريخ الإسلامي ومنهم السيدة فاطمة الزهراء.
وذكر القرطبي أحاديث صحيحة منها: “خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خُويلد، وفاطمة بنت محمد”، وذكر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف كمال أخلاق كثير من الرجال عبر مراحل التاريخ المختلفة، بينما اكتملت أخلاق أربعٍ من النساء اللاتى كن قدواتٍ صالحات للنساء في زمانهن ومن بعدهن.
فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أول زوجاته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وأم السبطين الحسن والحسين من زوجها وابن عم أبيها علي بن أبي طالب. ولدت يوم الجمعة 20 جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنوات، أو في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة، والنبي له من العمر خمسة وثلاثين عامًا (حسب روايات أهل السنة والجماعة).
تعد فاطمة الزهراء من ضمن النساء العربيات اللاتي عرفن بالبلاغة والفصاحة حتى أن ابن طيفور المتوفى 280 هجرية أورد خطبها في كتابه بلاغات النساء ناقلًا عن أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين قوله: رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أبناءهم.
روت السيدة فاطمة الزهراء عن أبيها، وروى عنها ابنها الحسين، وعائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم، وروايتها في الكتب الستة، وقد كان النبي ﷺ يحبها ويكرمها ويسر إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله.
أطلق عليها النبى صلى الله عليه وسلم “أم أبيها” لما كان يرى منها من الاهتمام والحنان والخوف عليه (ص).
وقد غضب لها النبي لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل، فقال: “والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها” فترك على الخطبة رعاية لها، فما تزوج عليها ولا تسري، فلما توفيت تزوج وتسري، رضي الله عنهما.
توفيت السيدة فاطمة الزهراء بعد النبي بخمسة أشهر، أو نحوها، وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة، وأكثر ما قيل: إنها عاشت تسعا وعشرين سنة، والاول أصح.
وكانت أصغر من السيدة زينب زوجة أبي العاص بن الربيع، ومن السيدة رقية زوجة عثمان بن عفان، وقد انقطع نسب النبي إلا من قِبل السيدة فاطمة، لأن إمامة بنت زينب، التي كان النبي يحملها في صلاته، تزوجت بعلي ابن أبي طالب، ثم من بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، فجاءها منه أولاد. وانقرض عقب زينب.