ما يحدث من سلوكيات المسلمين من الشجار والصدام، واستخدام الألفاظ النيابية بين الزوجين، وعدم اتباعهم لصفات المؤمنين في القرآن، وعدم طاعتهم المنهاج الرباني الذي كان خلق الرسول عليه السلام، كما جاء في آيات الرحمن، وعدم تطبيق شرعة الله والتزام المسلمين بالعقد المقدس بينهم وبين الله ، بتنفيذ كافة الوصايا الإلهية والعظات الربانية والأوامر والنواهي الإلهية
انسلخ المسلمون من دين الإسلام لعدم اتباعهم سيرة الرسول وأخلاقياته التي وردت صفاتها في آيات الذكر الحكيم، والتي أمر الله رسوله ليدعو الناس باتباعها، ليحبهم الله ويغفر لهم ذنوبهم، في قول الله سبحانه مخاطبا رسوله عليه السلام: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ( ال عمران -٣١)
إذا طالما المسلمون منذ عصر الرسول لم يتبعوا الرسول ليحبهم الله، وطالما لم يتحقق ذلك الشرط عند المسلمين أخلاقا وسلوكاً ورحمة وعدلا وإحسانا واحترام حق الإنسان في الحياة، دون بغي أو ظلم أو طغيان، مما يعني أن المسلم الوحيد الذي كان يترجم شرعة الله ومنهاجه في الحياة الدنيا، محمد رسول الله عليه السلام، ولم يرتق المسلمون إلى ما دعاهم الله سبحانه باتباع رسوله، الذي أمر الناس أن يتخذوه قدوة في كل تصرفاته وتعاملاته ورحمته وأخلاقه مع كل الناس، دون استثناء كما قال سبحانه: )لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) ( الأحزاب -٢١)
وعليه فليراجع المسلمون دينهم، وليقيموا إسلامهم ليحسنوا إيمانهم قبل أن يأتيهم الأجل، وتكون الفرصة فاتت، ولن ينفعهم قول فلان وحديث علان ورواية فلتان، وحين يقف الإنسان يوم الحساب موقفاً عصيباً مفزعاً تهتز له الجبال، فيتساءل أين الشفعاء فياتيه هاتف سماوي يقول له: أيها الإنسان ألم يحذرك القرآن بقول الله سبحانه : (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ) ( البقرة -٤٨)
فيأتي الجواب الآن في الذكر الحكيم بقوله سبحانه: (ويَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ) (الفرقان -٢٧)
وهكذا سيكون حساب المسلمين الذين نقضوا عهد الله، عندما شهدوا ألا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله، وتلك الشهادة تلزم المسلم الحق بتطبيق كل ما جاءت به آيات القرآن الكريم من الوصايا الإلهية، ومن العظات الربانية، ومن شرعة الله والمنهاج الرباني للتعامل به في حياة الإنسان .
ولو التزم المسلمون بتطبيق العهد الذي بينهم وبين الله، وأشهدوا الله على أنفسهم، لاختفت الحروب بين العرب والمسلمين، وقضي على الفتن على مستوى الأسرة وعلى مستوى المجتمعات، وقفلت أبواب النفوس على الشيطان، فلن يستطيع اختراقها ليحرض الناس على الشقاق والفراق، وسفك الدماء واشتعال النيران بين الأشقاء، ولعم السلام في البيوت، وتعامل الناس بالحسنى والكلمة الطيبة وتعاونوا على البر والتقوى
وسارع المسلمون بالإنفاق في سبيل الله حتى يختفى الفقر وأصحاب الحاجة من المساكين وأبناء السبيل، ولأنزل الله سبحانه البركات من الأرزاق والخيرات، ليعيش الناس في سلام وأمن وطمأنينة، ولاستطاع الإنسان بإيمانه الصادق بالله ومحبته للرحمنـ أن بطيع الله في كل أوامره ويتبع آياته، ويحيا الناس حياة طيبة في جنة الدنيا التي تم تأسيس قواعدها على شرعة الله ومنهاجه.
Trending
- الرئيس السيسي: أكدنا أهمية وقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح المحتجزين
- الرئيس السيسى: العلاقات مع إندونيسيا تتسم بالاستقرار والاحترام المتبادل والتعاون
- المفكر العربي علي محمد الشرفاء يكتب .. دور القرآن في بناء المجتمعات الإنسانية
- حصاد 2024.. 16 ملكا ورئيسا يحاورون الإمام الطيب حول قضايا تؤرق العالم
- الرئيس السيسى يناقش الطلاب المتقدمين للكليات العسكرية ويؤدى معهم فريضة الصلاة
- ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 45,059 شهيدا و107,041 مصابا
- فلسطين تصادق على الاتفاقية المعدلة لتنظيم النقل بالعبور بين دول الجامعة العربية
- العلاقات الزوجية .. بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء
- الأمير بدر بن فرحان: الثقافة المصرية مكانتها متميزة عند المواطن السعودى
- الاتحاد الأوروبي يبدأ إذابة الجليد مع سوريا بشروط.. تعرف عليها