المفكر العربي علي محمد الشرفاء يكتب: تحذير للعرب والمسلمين
أكثر الدول العربية شعوبها تنتمي إلى الإسلام، والإسلام عقيدة وفرائض وشريعة ومنهاج، وشروط المسلم المؤمن الحق طاعة الله فيما بلغه الرسول عليه السلام عن ربه، ويُعرف المسلم الحق بسلوكه وأعماله ومعاملاته مع الناس. ومن أهمها مايلي ؛
١- أمر الله سبحانه للمسلمين بقوله :
(وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًۭا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ ۚ )
٢- وأمر الله سبحانه ؛
( وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ )
٣- وأمر الله سبحانه :
(ۘوَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ۚ )
تلك أوامر الله للمسلمين، وطاعة الله ملزمة وواجب تنفيذها على كل مسلم، ومن يخالف أوامره فقد عصى الله وأخلّ عهده في إسلامه، وإذا لم يتم تطبيق الآيات المذكورة أعلاه في العلاقات بين الدول العربية ويعتبرونها دستورا مقدساً يطبقونه في علاقاتهم مع أشقائهم، فقد هجروا القرآن وتخلوا عن شرعة الله ومنهاجه، لذلك يجب أن تكون أوامر الله المذكورة أعلاه العناصر المؤسسة للعلاقات العربية توضع عنوانا ملزمًا لكل القيادات العربية في ميثاق الجامعة العربية إن كانوا مسلمين حقاً وصادقين مع الله في طاعته التي ستحقق لهم الأمن والأمان والعزة والوحدة وصد العدوان والحفاظ على حماية الأوطان وضمانة لحقوق الإنسان، ومواجهة البغي والظلم والطغيان وإلا فليستعدوا للحساب يوم القيامة فلن تنفعهم أنانيتهم ولن تذود عنهم مصالحهم الشخصية ولن يحميهم من العقاب سلطاتهم الدستورية يوم الحساب، وليعلم الجميع أن أجل الإنسان يحوم حوله، لن تمنعه الجيوش ولا أجهزة الأمن ولا الأموال، كلٌ سيأتيه يوما يقضي الله فيه أمره وينقضي أجله في أي لحظة.
كما قال سبحانه وتعالي {قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ ۖ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌۭ}.
فلا يستخف الحكام بقضاء الله ولا تلهيهم تجارة ولا متعة ولا ترف ولا قوة عن أمر الله ولينظروا إلى التاريخ القريب كم من جبار قسمه الله حين جاءه أجله وكم طاغية إنهارت قواه وأصبح يستجدي العون على قضاء حاجته، وكم ظالم ظن أنه خالداً فأتاه أجله في لحظة لم يحسب لها حساباً، وكم ذكرت آيات الذكر الحكيم من العبر، وكم سقطت عروش وإمبراطوريات تحت أنقاض الحجر وكم بادت حضارات على مر الزمن فلا مفر من الله فهل أدرك الإنسان العبر وهل استعد ليوم لن ينفعه غير اتباعه قول ربه في آياته وما ذكر حتى الرسل والأنبياء مآلهم يوم يقضي الله فيه ما أمر وحين ينظر الناس في يوم الحساب بحسرة لا يملكون من أمرهم شيئا إلا انتظار القدر وتسألهم الملائكة الغلاظ الشداد حينها كما وصف الله في قوله لهم؛
( أَلَمْ تَكُنْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ،، قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًۭا ضَآلِّينَ ) المؤمنون(١٠٥/١٠٦)
جفت الأقلام وطويت الصحف.